قبل حلول القرن الثامن عشر لم تكن هناك سوى المدارس الكاثوليكية داخل أراضي الإمبراطورية العثمانية. حيث تم افتتاح تلك المدارس تحت حماية البابا والدولة الفرنسية. وازدهرت تلك المدارس التي تعتبر جزءًا من الامتيازات التي تم منحها لفرنسا. حيث تُتيح الامتيازات للأجانب حرية التجارة والتعليم والسفر والحقوق الدينية والقانونية والأمور المتعلقة بالقنصليات.
وبموجب تلك الامتيازات استطاعت بعض الدول الأجنبية حماية مسيحييها بمختلف المذاهب. وكذلك استطاعت فرنسا وإيطاليا حماية مسيحيي الكاثوليك، واستطاعت ألمانيا حماية مسيحيي الكاثوليك والبروتستانت، واستطاعت إنجلترا وأمريكا حماية مسيحيي البروتستانت. وكذلك استطاعت روسيا حماية مسيحيي الأرذوثكس.
كما اكتسبت المدارس الأجنبية طابعاً شرعياً مع إصدار دستور المعارف العمومية عام 1869.
حيث نصت المادة 129 في الدستور على أن تلك المدارس هي المدارس الخاصة التي تم إنشاؤها من قبل الأفراد أو الجماعات أو من قبل الدولة العليا أو الدول الأجنبية سواءً أكانت مجانية أو غير مجانية.
كما نصت على قيام كل من مؤسسي المدرسة أو الأوقاف بتولي الجوانب المادية للمدرسة. وسمحت تلك المادة من الدستور للأجانب بافتتاح المدارس داخل الدولة العثمانية.
ومن ضمن الدول الأجنبية التي قامت بافتتاح مدارسها داخل الدولة العثمانية “ألمانيا، إنجلترا، إيطاليا، فرنسا، روسيا، أمريكا، أستراليا”.