تعيش تركيا اليوم مشاعر ممزوجة بالفرحة والحزن في آن واحد، حيث تشهد الدولة التركية اليوم، السادس عشر من حزيران، ذكرى إلغاء الأذان باللغة التركية، بعد مقاومة طويلة لهذا القانون في تلك الفترة وتضحيات كبيرة كان أهمها إعدام رئيس عدنان ماندريس ،الذي أعاد الأذان باللغة العربية، بعد تنفيذ انقلاب عسكري عليه
في كانون الأول/ ديسمبر عام 1931م، زادت الرغبة في تغيير الأذان من العربية إلى التركية، فطلب أتاتورك في ذلك الوقت لقاء كبار رجال الدولة، والمسؤولين، وبعد أن تمت إجازة هذا المشروع من رجال الدين، دخل حيز التنفيذ
وفي تاريخ 18 تموز/ يوليو 1932م، تم نشر قرار عام من وزارة الأوقاف الدينية وهو “الأذان سيرفع باللغة التركية في كل المساجد”، ولأول مرة في تركيا، يوم 29 كانون الثاني/ يناير 1932م، رُفع الأذان باللغة التركية من مآذن جامع الفاتح في إسطنبول. وبعدها قامت الدولة العلمانية بتجريم قراءة الاذان باللغة العربية بشكل رسمي

استمر حظر الاذان باللغة العربية ما يقرب 18 عام، حتى تتمكن الحزب الديمقراطي برئاسة عدنان ماندريس عام 1950م، من إقرار قانون برفع الحظر عن الأذان باللغة العربية
إلا أن القوى العلمانية كانت لماندريس بالمرصاد، وقام الجيش التركي بأول انقلاب عسكري خلال العهد الجمهوري. ففي صباح 27 أيار/ مايو عام 1960، أوقف الجنرال العسكري جمال جو رسل نشاط الحزب الديمقراطي، واعتقل رئيس الوزراء عدنان مندريس، ورئيس الجمهورية جلال بايار، مع عدد من الوزراء، وأرسلوا إلى سجن في جزيرة يصي أدا.
وبعد محاكمة صورية، تم سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة، فيما حكم بالإعدام على عدنان مندريس، ووزير خارجيته فطين رشدي زورلو، ووزير ماليته حسن بلاتقان، وكان السبب المباشر الذي قاد مندريس ومن معه إلى حبل المشنقة، اتهامهم بإعتزام قلب النظام العلماني، وتأسيس دولة دينية – إسلامية
